المحتويات
التعامل مع نوبات غضب الطفل من أصعب ما تواجهه الأم في الحيا العامة، سواء كنا مهتمين بالاعتراف أم لا، فان العدد اللامتناهي من الصور المليئة بالعنف وألعاب الفيديو والأفلام والانترنت اضافة لكلمات الأغاني، والصور المعروضة في الصحف والمجلات تؤذي أطفالنا سلبا ، ما يعني أن العديد من الأطفال ارتبطوا بالعنف منذ أعمار صغيرة ليصلوا الى ايمان مكتسب بأن العنف هو الطريق الوحيد للتعامل مع ما حولهم. الا أن هناك أخبار جيدة وايجابية أيضا، فكما يتم تعليم العنف، يتم أيضا تعليم الهدوء!
المؤلفة والعالمة في تربية الطفل، والحائزة على عدة جوائز مايكيا بوربا، بينت في أحد المواقع الالكترونية مؤخرا، ولأكثر من مليون مشاهد على شبكة الانترنت في شمال أمريكا وأوروبا واسيا ، والمحيط الأطلسي ، خبرتها في الاستشارات التعليمية في مئات المدارس كما عرضت لأهم النصائح الخاصة بالتعامل مع الغضب . . اليك بستة طرق وأسرار لتعليم وتدريب طفلك على أن يكون أكثر هدوءا.
التعامل مع نوبات غضب الطفل
ويذكر أن الاقتراحات التي نحن بصدد ذكرها تم اقتراحها من قبل مئات من الأهالي مع ملاحظتهم لما لها من تائج ايجابية، وهي طرق بسيطة ان استخدمت بثبات ستجدي في حال أردنا أن نتجنب تطوير أي سلوك “عنيف” يعمل حاليا على تعذيب ملايين من الأطفال حول العالم .
فلتكوني نموذجا للهدوء
أفضل طريقة لتعليم الأطفال عن التعامل مع غضبهم بطريقة بناءة ، هي بأن تكوني قدوة لهم. وفي كل الأحوال أنت لن تتعلمي ذلك السلوك عبر قراءة كتاب. بل برؤية ذلك التصرف ممثلا أمامك ، لذا استخدمي تلك المواقف المحبطة لك بشكل خاص كدروس يمكنك عبرها تعليم أطفالك بشكل مباشر.اليك بمثال : افترضي انك حصلت على اتصال هاتفي من وكيل السيارات الخاص بك ليخبرك بأن ثمن تصليح سيارتك قد تضاعف. أنت غاضبة ومنزعجة بشكل كبير ، أما طفلك فهو يجلس بالقرب منكي يشاهدك أثناء ذلك عن كثب.
احشدي كل ما تملكين من هدوء وقولي ” أنا منزعجة وغاضبة الان” وتنبهي الى هدوئك أثناء الكلام ” وكيل تصليح السيارات رفع السعر توا الى الضعف” ، ” حتى أهدأ سأقوم بالذهاب للتمشي في الخارج ” . سيقوم طفلك بتقليد سلوكك في وقت لاحق!
اخرجي واهدأي
من أصعب الأمور المتعلقة بالتربية هي حين يقوم الأطفال بتوجيه غضبهم نحونا. ان لك تكوني حريصة ، سينتج عن ذلك بأن تحفز مشاعر الغضب لديهم مشاعرك السلبية الخاصة والتي لم تعلمي سابقا عن وجودها. اعلمي أن الغضب يمكن تناقله من شخص لاخر فهو معد. ومن الأفضل أن تقومي باتباع قاعدة عامة في المنزل ” في هذا المنزل نحن نقوم بحل المشاكل عندما نكون هادئين وقادرين على السيطرة على مشاعرنا وما حولنا”، ومن ثم قومي بتثبيت واعادة تلك القاعدة.
اليك بمثال : في المرة القادمة التي يشعر فيها طفلك بالغضب ويريد حلا سريعا ، قد تقولين ” أحتاج الى وقت خاص بي . فلنتحدث عن الأمر في وقت لاحق”. ومن ثم اخرجي بهدوء ولا تجيبي حالا.
تخبر الأم سائدة التل بأن حلها الوحيد لدى شعورها بالغضب هو اغلاق باب الحمام على نفسها ، في حين يستمر طفلها بالصراخ والشتم ، فلا تخرج الا حين يهدأ طفلها.
تخبر سائدة ” تطلب الأمر عدة مرات الى أن عرف طفلي بأني جادة فيما أفعل ” حيث تعلم منذ ذلك الوقت بأنه لا يستطيع الحديث عن المشكلة مع والدته الا عندما يهدأ ويكون قادرا على السيطرة على ما حوله.
طوري معجما لغويا خاصا بالمشاعر
يظهر العديد من الأطفال مشاعر الغضب لأنهم وبكل بساطة لا يعلمون كيفية التعبير عن احباطاتهم بأي طريقة أخرى. الصراخ ، والركل ، والشتم والضرب ورمي الأشياء ، قد تكون هي الطرق الوحيدة التي يعلمون كيفية اظهار مشاعرهم بها .
أما أن تطلبي من طفلك بأن يخبرك بما يشعر فهو أمر غير واقعي في تلك اللحظات، لأنه لن يتعلم الكلمات المناسبة للتعبير عن مشاعره حينها. ساعديه على التعبير عن نفسه عبر صنع لوحة كبيرة للكلمات وقولي له ” فلنفكر بجميع الكلمات التي يمكننا استخدامها لاخبار الاخرين بمدى ما نشعر من غضب”:
اليك ببعض الكلمات : غاضب ، حزين، محبط، منزعج، غير منطقي … اكتبيها على جدول وعلقيها وتدربي على استخدامها معه بشكل متواصل . وحينما يشعر طفلك بالغضب استخدمي تلك الكلمات حتى يطبقها على الحياة الواقعية . ” يبدو أنك تشعر بالغضب. هل تود الحديث عن الموضوع؟، أو ” يبدو عليك الانزعاج ! هل تود أن تمشي قليلا للتنفيس عن غضبك ؟” استمري باضافة كلمات جديدة للجدول والقائمة كلما خطر لك كلمة جديدة مرادفة ، حيث يمكن لتلك الكلمات أن تظهر من خلال التجربة.
حافظي على وضعية هدوء!
هناك العديد من الطرق لمساعدة طفلك على الهدوء خاصة في بداية غضبهم. الا أن العديد من هؤلاء الأطفال لم يتم تعريفهم بتلك الطرق ، ما يتسبب بوضعهم في مواقف مزعجة بسبب عدم معرفتهم التعبير عن انزعاجهم بالطرق السليمة ، لذا تحدثي مع طفلك عن بعض السلوكيات التي يمكنه استبدالها .
قد تودين رسم لوحة كبيرة وذكر تلك التصرفات والسلوكيات . اليك بمجموعة من الاقتراحات المقدمة من طلاب في الصف الرابع الابتدائي :المشي قليلا، التفكير بمكان امن وهادىء ، اجراء تجربة مختبرية علمية، الاستماع للموسيقى، رمي وسادة أو ضربها ، رمي الورق في السلة من بعيد ، الرسم، التحدث مع شخص اخر، أو غناء أغنية .
حالما يختار طفلك التقنية الخاصة به للهدوء شجعيه على استخدامها كلما بدأت لديه مشاعر الغضب بالتكون. طوري لديهم وعيا بالعوارض المبكرة والمنذرة بالغضب! اشرحي لطفلك بأن لدى كل منا دلائل تنبؤنا بأننا على وشك ان نغضب، ونحن قادرون على الاستماع لتلك الدلائل لان من شأنها أن تساعدنا على البقاء بعيدا عن المتاعب .
تعلمي كيفية التعرف على الدلائل الخاصة بطفلك وساعديه على التعرف عليها كالتكلم بصوت عال، أو ميل لون خدوده لللون الأحمر ، أو ثني الكوعين بطريقة دفاعية ، أو ارتفاع وتسارع دقات القلب ، أو جفاف الفم ، أو التنفس بشكل أسرع.
حالما يتعرف طفلك على لغته الخاصة بالغضب ، ابدأي بتعريفهاعلنا أمامه كلما بدأت لديه مشاعر الغضب بالتكون ” يبدو أن ك قد بدات تفقد السيطرة، أو، “يديك على شكل قبضة الان. هل تشعر بأنك قد بدات بالشعور بالغضب؟” ..كلما ساعدنا أطفالنا على التعرف على تلك الدلائل والأعراض المبكرة للغضب ، كلما كانوا أفضل في عملية التحكم بها والهدوء، حيث يعتبر هذا الوقت الأنسب بسبب ارتفاع فعالية التحكم بالغضب الى أوجها. يتصاعد الغضب بشكل سريع ، فالانتظار الى حين اصابة الطفل بغضب عارم والسعي حينها الى تهدأته لن يكون له أثار عظيمة.
علميهم استراتيجيات ادارة الغضب
من أهم وأنجح الاستراتيجيات التي يمكنك تعليمها لأطفالك لمساعدتهم على الهدوء هي استراتيجية ” 3+10″ . قد تودين طبع هذه الطريقة على ورقة بيضاء كبيرة وأن تعلقيها في مختلف أنحاء المنزل . أخبري طفلك أيضا عن كيفية عمل تلك الاستراتيجية، وحلما تشعرين بأن جسدك يرسل لكي علامة خطر ، تخبر بعدم قدرته على السيطرة على نفسه وأعصابه ، قومي بفعل التالي .
اولا خذي ثلاثة انفاس عميقة من البطن ، وقومي بتعريف طفلك على تلك الطريقة وتنفسا معا ، ومن ثم أخبريه بان يتظاهر بأنه يركب سلما كهربائيا يتحرك الى الأعلى والى الأسفل . ابدأي من الدرجة الأولى السفلى ، ومع أخذ النفس اركبوا المصعد ببطء . وليتوقف المصعد لبضع ثوان! !
الان فليتحرك الدرج الى الأسفل ببطء مع نفس بطيء اخر ، هذه 3 . الان قومي بالعد الى الرقم 10 في نفسك، وهذه الـ 10. كرري هاتان العمليتنان معا فمن شأن هذه الطريقة أن تهدأك.
تعليم الأطفال لطرق جديدة لكيفية التعامل مع غضبهم بطريقة بناءة ليس أمرا سهلا، خاصة في حال ممارستهم لطرق عنيفة للتعامل مع ما يشعرون من احباط.
تخبر الابحاث بأن تعليم سلوكيات جديدة يأخذ ما مقداره 21 يوما من التكرار. لذا اليك نصيحتنا : اختاري مهارة واحدة يحتاج طفلك الى تحسينها وركزي على تلك المهارة عدة مرات ولمدة 21 يوم على الأقل حيث سترتفع نسب نجاح تعلم طفلك لتلك المهارات بقوة ، بسبب اعتياده وتكراره لها مرة تلو الأخرى. وهي ايضا افضل ما يمكن فعله لتخليص طفلك من ممارسات العنف، لذا ساعدي طفلك على قيادة حياة ناجحة وهادئة معا.