كان عامر في كل يوم يطلب المزيد والمزيد من مصروفه اليومي لوجبة الغداء في المدرسة، الا أن النحافة كانت تزداد مع عودته الى المنزل كل يوم جائعا.
والدته اكتشفت لاحقا أن ابنها كان يتعرض لفتونة طفل في الصف الخامس، يضربه في حال لم يدفع له النقود.
أما رؤى ، 13 عاما، فقد اعتقدت أن الأمور ستسير على ما يرام في مدرستها الجديدة ، حيث كانت الفتيات المحبوبات يعاملنها بلطف ، الا أنها علمت بأن احداهن قامت بنشر اشاعات سيئة عنها على أحد المواقع الالكترونية.
رؤى كانت تبكي قبل النوم ، كما وبدات بالذهاب الى مكتب ممرضة المدرسة لتشكو اليها أوجاع معدتها ، لتتجنب الفتيات في ممرات المدرسة.للأسف، تنتشر أنواع التعنيف والتخويف التي تعرض لها كل من عامر ورؤى بكثرة . أما الاستفتاءات الوطنية ، فيخبر فيها معظم الأطفال والمراهقين بأن التخويف والتعنيف يحدث باستمرار داخل المدارس.
وقد تتحول تجربة بسيطة كالذهاب الى موقف الباص أو استراحة الغداء الى كابوس بالنسبة للطفل. وقد يترك التعنيف جروحا عاطفية يمكن أن تبقى مدى الحياة. أما في المواقف المحتدة، فيمكن أن تبلغ مستويات حادة كالتهديدات العنيفة، وتخريب الممتلكات، وايذاء الطفل بشكل كبير.
ان تعرض طفلك للتعنيف ، فهناك عدة طرق لمساعدته على التاقلم مع الاساءة من يوم الى اخر ، والتخفيف من اثارها السيئة ، وحتى ان كان التعنيف غير موجود في المنزل ، من المهم مناقشته مع أطفالك ، ليتحضروا له في حال حدث معهم لاحقا.
ما هي “الفتونة”؟
يتم اغاظة الأطفال عادة من أحد الأخوة أو الأقارب ، أو من صديق ما في مرحلة معينة، وهو أمر غير مؤذ عادة ، ان حدث بطريقة لعب صديقة، وتبادلية ، ووجدها الطفلين مضحكة، الا أن المضايقة حين تصبح مزعجة وغير لطيفة ، وثابتة ، قد تصبح تعنيفا وفتونة ، ما يتطلب أن تتوقف.
ويقصد بالفتونة التعذيب الجسدي أو اللفظي او حتى النفسي. ويمكن ان تتراوح الفتونة ما بين الضرب والتدافع ، واطلاق الشتائم والتهديدات والسخرية الى ابتزاز الأموال والممتلكات الثمينة . ويبتز بعض الأطفال الاخرين عن طريق الهجر أو نشر الشائعات ، في حين قد يختار البعض الاخر الايميلات، وغرف المحادثة على الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والرسائل على الهواتف الخلوية لتعذيب الاخرين أو ايذاء مشاعرهم.
ومن المهم أن تتخذ “الفتونة ” على محمل الجد، وليس باعتبارها أمرا يجب على الأطفال التغلب عليه ، فنتائج “الفتونة” يمكن أن تكون مسيئة ويمكن أن تؤثر على حس الأطفال بقيمتهم وعلى علاقاتهم المستقبلية.
الأخبار الجيدة هي أن “الفتونة ” قد وصلت الى عناوين الصحف، والمدارس والمجتمعات، وحتى أولئك المشاهير، الذين يتم تعليمهم وتوفير المعلومات الخاصة بالسلوكيات المضادة للفتونة عندهم. يمكنك اتخاذ الخطوات الخاصة بك في المنزل .
اليك خمسة طرق واستراتيجيات لمنع طفلك من أن يكون هدفا للفتونة ، وايقاف ما حدث من فتونة وتخويف اتجاهه.
فلتتحدثي عن الأمر : تحدثي عن “الفتونة” مع أطفالك ولتجعلي أفراد العائلة الاخرين يقومون بمشاركتك بتجاربهم .ان قام أحد أطفالك بمصارحتك بما يتعرض له من تخويف وفتونة في المدرسة مثلا ، فامدحيه على شجاعته لمناقشة الأمر ووفري له دعملك غير المشروط. تشاوري مع المدرسة بشأن انظمتهم الداخلية لتجدي الطريقة الأنسب التي يمكن فيها للمدرسين بحث الأمر.
فلتزيلي أي مصدر للاغراء: ان كان السبب في تعرض طفلك للتخويف والفتونة هو المصروف الخاص بوجبة الغداء أو بعض أدوات القرطاسية التي يسعى اليها الفتى الاخر ، يمكنك المساعدة في التخفيف من حدة الموقف ، عبر تشجيع طفلك على تحضير وجبة غدائه واحضارها معه الى المدرسة، والتخلص من القرطاسية.
رفيق حماية : رفيقين أو أكثر متواجدين أمام الكافتيريا ، يمكن أن يكونوا أقل تعرضا للتعنيف والتخويف من طفل وحيد . ذكري طفلك استخدام رفيق الحماية لدى تواجده في باص المدرسة ، أو في دورات المياه ن أو في أي مكان قد يتواجد فيه الأطفال المسيئون.
فليحافظ على الهدوء ويتابع: ان قام الطفل المسيء بالهجوم على طفلك، فان أفضل وسيلة لدفاع الطفل عن نفسه هي بالبقاء هادئا، وتجاهل ما يسمع من كلام جارح ، واخبار الطفل المسيء بضرورة التوقف والابتعاد بعيدا .
يتغذى الأطفال المسيئون على أذية الاخر . الطفل الذي لا يتكدر بسهولة قد يشكل فرصة أقل جاذبية بالنسبة للطفل المسيء لممارسة التخويف والتعنيف.
لا تخوضي المعركة وحيدة: أحيانا قد يفيدك التحدث مع أهل الطفل المسيء، ولكننا نصح بأن يتم ذلك في غرفة صفية بوجود مشرف