يبدو أن امتلاك الأطفال قدرة خيالية على الشفاء من مصاعب الحياة ، وخاصة عندما يتوفر الدعم والحب الذي يحتاجون له معادلة سهلة التطبيق، الا أنها تتطلب مجهودا منك ومن شريكك السابق للوصول الى حل تكون فيه الخسائر في أقلها، في حين يتم اتخاذ القرارات جميعها وفقا لمصلحة الأطفال ومصلحة الوالدين معا .ولا ننسى ان حبك وتصرفاتك وأقوالك وقدرتك على الثبات من شأنها جميعا أن توفر وسائل دعم للتأكيد. على حبك اللامشروط.
تحدثنا في مقال سابق بعنوان “هل الطلاق أصعب الحلول؟” عن ردات فعلك اتجاه الطلاق والانفصال ونصائح لك وللأطفال للتعغلب على الخوف من واقع جديد يطرح نفسه بتغييرات كبيرة تحبذ عليك التأقلم معها . ولكن كيف ؟ .
التعامل مع الأطفال بعد الطلاق
قد يتردد الأطفال في مشاركة مشاعرهم معك خوفا من التسبب بألم لك. أعلميهم أنه ومهما كانت مشاعرهم فمن المهم أن تشاركيهم فيها. ولكن ان لم يتشاركوا بها فانهم سيجدون صعوبة أكبر في التعامل معها. ا
عتفي بمشاعرهم فقد تكونين قادرة على التعامل مع تلك المشاعر وتحويلها الى فرح، الا أن قدرتك على الاعتراف بمشاعرهم من شأنها أن تجعلك قادرة على الهامهم الثقة.
احرصي على توضيح أي سوء تفاهم قد يسببه الوضع الجديد، فمعظم الأطفال يعتقدون أنهم تسببوا بالطلاق بشكل أو اخر ، ليستذكروا المرات التي اختلفوا فيها مع أهلهم أو حصلوا فيها على درجات سيئة، أو وقعوا فيها بمشكلة ما. تستطيعين مساعدة أطفالك في التخلي عن اعتقاداتهم الخاطئة.
قومي بتوضيح الأمور وتكرار قرارك بالانفصال أو الطلاق. أحيانا سماع السبب الحقيقي لقراراك سيساعد أطفالك. كوني صبورة فقد يفهم الأطفال أحيانا السبب يوما ما، في حين قد تتزعزع ثقته في يوم اخر. أعط الثقة لشعور طفلك بالتخبط أو الانزعاج وتعاملي مع تلك المشاعر بصبر.
أكدي على حبك وعلى عدم تأثر العلاقة بما حصل، حيث سيؤدي علم أطفالك بمقدار حب كلا الطرفين لهم، وعدم مسؤولية الأطفال عن اتخاذ القرار بالانفصال لنتائج جيدة بالتأكيد.وليكن كلا الوالدين متواجدان.
دعي أطفالك يعلمون أنه وبالرغم من التغييرات المادية التي يمكن أن تطرأ على العائلة، فهم يستطيعون متابعة حياتهم بشكل طبيعي وفق علاقة صحية مع كلا الوالدين.أخبري أطفالك أن الأمور لن تكون سهلة على الدوام، الا أنها ستجد طريقا الى الحل، فمعرفتهم أن تلك المصاعب ستنتهي من شأنها توفير حافز لاعطاء الوضع الجديد فرصة.
ويعمل التقارب الجسدي عبر ضم الأطفال والتربيت على أكتافهم أو حتى من خلال قربك منهم نسبيا على اعطائهم دافعا كبيرا وتأكيدا على حبك لهم. ولا تنسي أن تكوني صادقة عندما يتطرق الأطفال الى همومهم ودواعي القلق التي تعترضهم، وان لم تملكي اجابة فأخبريهم بصدق أنك غير متأكدة، الا أنك ستحاولين ايجاد الجواب المناسب وأن الأمور ستكون بخير.
ان أهمية أن تقومي بتوفير الدعم بشكل روتيني كبيرة، فمع ضرورة أن يتاقلم الطفل مع التغييرات الطارئة الا أن تاقلمه أمر صعب . كوني متواجدة لتوفير الدعم من خلال نشاطات روتينية تضمن لهم أمانا واستقرارا دائما.وتذكري أن استمرارك بتوفير الدعم لا يعني أنك بحاجة لبرنامج صارم أو أن برنامجك وبرنامج شريكك يجب أن يتوافقا. الا أن توفير بعض الأنشطة الروتينية في كل منزل والتواصل معهم ومعرفة ما هو متوقع منهم سيوفر لهم شعورا بالأمان والاستقرار.
سيشعر الأطفال بالامتنان اتجاه الروتين كما سيشعرون أنهم في بيئة مستقرة . وستسهل معرفتهم أنهم سيقومون بعمل واجبهم المدرسي ومن ثم سيتناولون العشاء الذي سيلحقه حمام دافىء بالرغم من تغيير مكان سكنهم عليهم تقبل الأمر بشكل كبير. يعني الروتين أيضا الاستمرار بمراقبة سلوك الطفل ، والالتزام بالمكافات والانضباط.
قاومي الرغبة بتدليل أطفالك خلال فترة الطلاق عبر التراخي في وضع القواعد والقوانين في المنزل أو السماح لهم بعدم الالتزام بها.
